الأستاذ الدكتور " ناصر الدين سعيدوني " الباحث في التاريخ العربي الإسلامي و المحقق في التاريخ الجزائري

أصدر المركز الثقافي الإسلامي بمناسبة: الحفل الختامي للموسم الثقافي 1436هـ الموافق لـ 2015م بقصر الثقافة - مفدي زكريا- الجزائر كتاب موجز عن حياته و قد جاء في مقدمة هذا الكتاب:
    قال عكرمة -رحمه الله- :"أزهد الناس في عالم جيرانه.."
لا شمس علم منيرة طلعت فيهم إلا كسفوها بظلمات الجحود.. و لا بدر فقه اكتمل فيهم إلا غيبوه بغيوم الكنود..
فكم من علمائنا من مغمور و منسي و مكدود..و سل دواوين التاريخ و تراجم الرجال تجبك عن حال الونشريسي و المقري و نكبتهما.. و أما بن حزم فحرقت كتبه في يوم مشهود..
و منهم من لم يسفر نوره حتى فارق الديار.. و طاف بالأمصار.. فوقع على أقوام يعرفون قدر العلم و حامله.. و لولا ذلك للبث في بطن النسيان إلى يوم يبعثون..
فمن كان ليسمع ب: ألفية ابن معطي.. لو لم ي\كرها ابن مالك في ألفيته؟.. و ما طير \كر إحدى الألفيتين و غيب \كر الأخرى؟ فناظماهما مغربيان.. لكن شمس أحدهما طلعت من المشرق.. و طلعت شمس الآخر من المغرب..
ألا صدق ابن حزم يوم قال: أنا الشمس في جو العلوم منيرة .. و لكن عيبي أن مطلعي الغرب.
إنما شفاء العقوق البر و الإحسان .. و أقل البر بعلمائنا معرفتهم.. و نشر ذكرهم .. و لأتم البر السير على آثارهم..
إن الدعوة إلى العناية بعلماء بلادنا ليس لوثة شعوبية .. و لا حمية جاهلية .. و لا دعوة إلى " إقصاء" الحق بالبلد و الجنسية..
بل هو من فقه الواقع .. وحكمة الإصلاح .. و ربنا سبحانه يقول:" و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين" .. و يقول سبحانه:" لقد جاءهم رسول من أنفسكم" و العلماء ورثة الأنبياء .. فلا ينصحك مثل عالم افتراش أرض بلدك و التحف بسمائها .. لأنه يعز عليه عنتك.. حريص عليك .. يرحمك لحقين لك عليه .. الإيمان .. و الرحم الوطنية.
إن من الوأد ما هو شر من موؤودة الجاهلية .. وأد العالم .. حيا ..بخذلانه.. و الانفضاض من حوله .. و هجر مجالسه .. وطي كتبه..
ووأده.. ميتا.. بأن لا يذكر.. و لا يشكر .. و لا يفخربه .. و لا يبلغ عطاؤه لأدنى المسلمين و أقصاهم.. فإن ذلك في أعناق بلدي العالم أمانة و عهد مسؤول؟
كأني بعالم من علماء بلادنا ..بخس حقه.. ينادي كما كان علي و ابن عباس رضي عنهما: " سلوني قبل أن تفقدوني..
و من عريق علوم الحكمة و أصيلها التاريخ..
ألا إن التاريخ - في رحلة الأمم- ضرب من القيافة .. و نوع من العيافة .. لأن المؤرخ الخبير.. الذي أمضى حياته يتتبع أخبار الأمم و رجالها في الأسفار .. تتولد فيه ملكة.. و ذوق.. و فراسة لا تكاد تخطئ .. فالتاريخ معاد .. و الأيام دول.. و السنن لا تتبدل .. و من عرف البداية .. يوشك أن يوقن بالنهاية..
و ويح أمة لا دليل خريت لها في سراها .. و لا عائف يتوسم لها في العلمات و الآيات.. و لا قائف يتصفح وجوه الركب فيميز كل ذا نسب من الأدعياء..
فإن كان هذا شأن المؤرخ.. فهو ذو شأن.. و ذو الشأن حري أن يصدر ليعرف .. و ينشر ذكره ليتزاحم أصحاب إصلاح الأمم على بابه مستفتين مستبصرين..
من أجل ذلك.. يقرب المركز الثقافي الإسلامي بين يديك - يا جزائري- سيرة مؤرخ ألمعي متقن .. من أبناء بلدك البررة .. مزكى بحسن بلائه في خدمة التراث العربي و الإسلامي عامة.. و التاريخ الجزائري خاصة: فضيلة الأستاذ الدكتور ناصر الدين سعيدوني .. فسخ الله في مدته .. و أمتع به..
يضعها المركز في كتيب لطيف ثقل بما أودع فيه من أعمال هذا الرجل النبيل .. مع ما حوى من ثبت لمؤلفاته و بحوث ه خدمة لكل من تاقت نفسه لحمل اللواء و تجديد العهد..

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا