اليونسكو تحارب المتأسلمين بالفلسفة

صدر مؤخرا كتاب «حال وتجارب تدريس الفلسفة في العالم العربي» عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، بالتعاون مع المركز الدولي لعلوم الإنسان «بيبلوس- بيروت 2015م». 

وتتناول الدراسة أحوال ومآلات التعليم الفلسفي، واقعًا ومستقبلًا، ومناهجه، وطرائق تدريسه في البلدان العربية؛ مقارنة بحال الفلسفة في العقود الماضية، وبأحوال الدول المتقدمة الآن!

ولكون شعار اليونسكو هو؛ "الفلسفة مدرسة للتضامن" فقد درس الكتاب الذي أعده مجموعة من الباحثين ما نجم عن الانفجارات العربية الفوضوية قبل أربع سنوات؛ وسرقة المتأسلمين للأوطان العربية، وتغييرها لأنظمة التعليم والحكم، وتغليبها لسياسات: الإلغاء، والمنع، والحجر، والوصاية، والإقصاء، والرقابة، والتلقين؛ فقد حُورِبتْ الفلسفة في كل البلاد العربية؛ بدعوى التكفير، والهرطقة، والتخوين، والعمالة
وفى هذا الإطار يقول الدكتور عفيف عثمان تحت عنوان (حال التعليم العربي) في رصده، وتتبعه، ولمحاربة هذه الظاهرة المرضية الخطيرة: "يبدو أن كلمة أزمة؛ لم تعد كافية لتوصيف حال التعليم العربي؛ إذ يستخدم الآن في ظل الأوضاع المستجدة في ما يسمى بلدان(الربيع العربي) تعبير(إبادة التعليم) ومظاهره كثيرة منها خفض الإنفاق في ميزانيات التعليم؛ لاسيما على البحوث، وتدخل السلطات السافر في المناهج وتديينها، والاهتمام بقشور المعرفة الدينية؛ من دون جوهرها، وتقديس النقل من دون تساؤل وتفكير إلى الإرهاب الأصولي القامع لحرية التفكير، والتعبير".

وتقول ريتا فرج في تقديمها للكتاب؛ أن العرب شهدوا منذ انفجار الحراك الاحتجاجي أواخر عام 2010م: "هيجا دينيًا أصوليًا عُنفيًا عير مسبوق؛ كشف عن عمق تجذُّر الوعي الجمعي الديني لدى الجماعات، وبرهن على حجم تمدد حركات العنف الديني في طيات تاريخنا، وواقعنا المأزوم ويتبادر إلى عقلنا السؤال التالي: كيف يمكن فهم وتفكيك ما يجري عندنا من زاوية السؤال الفلسفي؟! وإلى أي حد أسهم تديين مناهج التعليم، ومحاربة الفلسفة؛ تغييبًا وتحريمًا في تكريس الدوافع البقائية للعقل العربي الإقصائي السلفي في بنيته، ورؤيته للماضي والحاضر، والمستقبل؟.

وانتهى الدكتور عفيف عثمان إلى حقيقة يجب على العرب التأكيد عليها؛ وهي: "أن الفلسفة ضرورة للحياة، والفهم. فما تزال الحاجة تتجدد للفلسفة، وتتردد في كل زمان ومكان؛ فهي لا تني تدافع عن نفسها، وتبرر ديمومتها بعناوين مختلفة، وتندفع كالسيل الجارف؛ حتى نلجأ إليها؛ لكي نجد فيها العزاء والسلوى.
ويرى صلاح حسن رشيد أنه؛ "إذا كانت الفلسفة ضرورة في الماضي؛ فإنها اليوم أكثر من ضرورة؛ فالعقليات الرجعية من حولنا؛ والإرهاب المتأسلم يحاصرنا، ويحصدنا، والعواصم العربية تسقط الواحدة تلو الأخرى تحت سيطرة ميليشيات أصحاب اللِّحى الطويلة، والعقول الحقيرة، والأجندات غير الوطنية، ولا العربية ولا حل لاستئصالهم؛ إلا بالعقل، وإعمال الفلسفة، والفكر.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer